في أربعينِك يا شموخَ العزِّ والقيمِ
نبكيكَ بالشعرِ في حزنٍ وفي ألمِ
أبكيتَ شعبًا في هواك مُتيَّمًا
وغدوتَ في دارِ الخلودِ بلا سقمِ
يا من نهضتَ، وبالعزائمِ قائدًا
وسلكتَ دربَ الحقِّ في عزمٍ وهممِ
أَسَدًا إذا نادى المنادي باسمهِ
ونجمًا على دربِ اليقينِ المستتمِ
ورحلتَ عنّا يا شموخَ قلوبِنا
لكنَّ ذكراكَ كالعطرِ والنسمِ
باقٍ، وفي القلبِ العهودُ موثَّقٌ
وسيرتُك البيضاءُ تشرقُ كالعلمِ
باقٍ وإن غابتْ جسومُك في الثرى
فالفكرُ حيٌّ، والعزائمُ كالقممِ
باقٍ، فأنتَ النبضُ فينا دائمًا
تهدي لنا دربَ المعالي والقيمِ
نمْ في سلامٍ، أيها البطلُ الذي
صاغَ الحياةَ بنورِ عقلٍ وانسجامِ
ما غابَ من أهدى البلادَ شموخَها
وسقى ثراها بالعزيمةِ والكرمِ
ندعو إلهَ الكونِ في أوجاعِنا
أن يحفظَ الأوطانَ من كيدِ الظُّلَمِ
أنتَ الأبيُّ، وذِكرُك الفجرُ الذي
يضيءُ دربَ الحقِّ للمُحتكمِ
بطلٌ على مرِّ الزمانِ وذكرُهُ
يبقى عظيمًا لا يُغيَّبُ في العدمِ
صوتُك زلزالٌ وعزمُك صخرةٌ
تأبى على مرِّ الزمانِ ولا تُهزمِ
سيدٌ حَمَلَ لواءَ حقٍّ عاليًا
وشمَّرَ للجِهادِ بصدقٍ لا سَأمِ
قهرَ الطغاةَ بصبرهِ وحِكمةٍ
مستمدًّا من نورِ مولاهُ في القممِ
ذكراكَ فينا كالشُّموسِ مضيئةٌ
وصوتُكَ عهدٌ في القلوبِ وفي القلمِ
لم تغبْ عنّا رغم طولِ فراقِنا
أنتَ البقاءُ لنا كنجمٍ في الظُّلَمِ
يا قائدَ الأجيالِ، مجدُكَ خالدٌ
يبقى لنا نورًا على مرِّ القِدمِ
وتظلُّ رغمَ الدهرِ حبًّا صادقًا
في القلبِ نابضًا، يفيضُ بلا سقمِ
