يا زينبَ الصبرَ الجميلَ ومنهجا
سرتِ الدروبَ بثورةٍ وقّادة
لما أطلّ الليلُ يحملُ ظلمةً
كنتِ الضياءَ وصِرتِ فيه عمادا
ما خفتِ جمعَ القومِ حين تجبّروا
أيدي الجحودِ، وجيشُهم أعدادا
ورفعتِ صوتَ الصدقِ رغم جموعهم
فانهدَّ من وقعِ اليقينِ فسادا
وسُبيتِ لكنْ ما انحنيتِ لمكرهم
بل كنتِ في سِفرِ العلاء وقادا
يا خطبةً شقّت جدارَ صلافةٍ
وجعلتِ من وهمِ الطغاةِ رمادا
قالوا: أُسِرتِ، فقلتِ: بل هي وقفةٌ
نُصِبَتْ بفضلِ الله لا استعبادا
يا زينبَ، الثقلُ العظيمُ وقفتِهِ
أرهبْتِ فيهِ البغيَ والاجحادا
قادتْكِ أقدارُ الفجيعةِ للذرى
فسموتِ بالصبرِ النقيِّ سنادا
ومضيتِ تحرسُكِ السماءُ بكفّها
تمحو عن الأرواحِ كلَّ سوادا
تبكين لا ضعفًا، ولكن دمعُكِ الـ
صادقْ يُربّي في النفوسِ جهادَا
يا بنتَ فاطمةَ التي ما مثلُها
في العالمينَ سكينةٌ وسدادا
ما الحربُ إلا بعضُ نبعِ حنينكم
والدمعُ في كربٍ غدا إمدادا